من
الأدوار التي يتوجب على الحكومات القيام بها بصفتها القائمة على إدارة شئون شعبها والراعية
لمصالح البلاد ذلك الدور الذي يعتبر ركيزة أساسية منه تنطلق الأمم التي تنشد
التقدم والرقى وتتحرر من كونها عبئا ثقيلا على مجتمعها؛ إنه وبلا شك دور التوعية..
نعم التوعية؛ تستطيع الحكومات و بأساليب متعددة و تكاليف بسيطة جدا أن تصوغ و تسوق
الوعى و التوعية لجميع أفراد المجتمع في شتى المجالات مستخدمة في ذلك المنابر
الإعلامية بأنواعها؛ حتى ولو اتجهت أساليب نشر الوعى لاستخدام الدعايا و إدخال
فنون الدعايا و الإعلان لترويج الفكر الواعي و التثقيف البناء؛ وليس لذلك مواسم أو
مواقيت بل عليها ان تجعلها أسلوب تثقيف ذو بث مستمر فإنك لا تكاد تتجول في حديقة للنزهة
أو نادي أو بين جنبات الأماكن العامة الإ وتقرأ لافتة تنويه؛ ولا تجوب شوارع مدينتك
الإ وتلتقط عيناك وذهبك معلومات تنويرية ولا تستقل وسيلة انتقال الإ وتسمع إذاعة
صممت خصيصا لرفع مستوى الوعي ورفع شعار لا للأغاني الهابطة بعد اليوم ولا ينقطع فيلما
أو مسلسلا وقد تمت فلترته رقابيا على سبيل الفرض والا ويذاع خبرا يحمل من نشر الوعى
بنفس القدر الذي تذاع فيه اخبارا تحمل من نشر و ترويج السلع و المنتجات؛ ولا يغيب
عن الذكر هنا أن أدوات الإعلام لدينا توظف توظيفا يرتقى أو بالأحرى أقول يتدنى
لمستوى التوجيه؛ فلا يكاد النظام يسخط على حركة أو حذب الإ ونراه طل علينا بوجوه
جامدة لشن هجوما شرسا من وراء ستار يحسبه الجاهل توعيه وهو اقل ما يوصف به أنه
ستار مهتك يفضح من وراءه نواه خبيثة و ضمائر مغيبة والإ فالسؤال المطروح.. لماذا الان؟
لماذا هذه الصحوة الإعلامية لسرد تاريخ يزعمون فجأة أنه تاريخ أسود والان فقط؟
ويقدمون كل يستدل به على إدانته الان فقط؟
إن السعي
وراء نيل ثقة الناس وتحقيق المصداقية والشفافية لا نعرف عنه في حكومتنا سوى
شعاراته؛ ولكن هيهات أن تظفر بهذة الثقة أو أن نحقق تلك المصداقية ما دام إعلامنا
المبجل لا يسعى لتنوير شعبه الإ في الوقيت الذي يحدده هو وبالطريقة التي بحددها
هو؛ بهذا فقد تحول الإعلام في بلدنا من أداة تعمل لخدمة شعبها إلى إدارة تعمل
لخدمة أهوائها أهواء من يحركها.
مدبولي
ماهر
تعليقات
إرسال تعليق