الكويت أدرجت مصر ضمن 31 دولة منعت دخول مواطنيها إليها ضمن إجراءات مكافحة كوروناـ القرار الكويتي أشعل غضبا غير رسمي في مصر وتصاعدت مطالبات بالرد بالمثلـ مسؤول حكومي كويتي قال إن القرار مرتبط بمواجهة كورونا ولا يستهدف جنسية بعينهاـ يأتي ذلك بعد تصاعد مناكفات بين مغردين من البلدين عبر منصات التواصل، عقب انتشار مقطع مصور لاعتداء كويتي على عامل مصري
تصاعد غضب غير رسمي في مصر، السبت، جراء إدراج الكويت للقاهرة ضمن 31 دولة منعت دخول مواطنيها إليها، وسط مطالبات من إعلاميين مصريين بالرد بالمثل.
فيما أكد مسؤول حكومي كويتي، أن القرار ليس موجها ضد دولة بعينها، وإنما مرتبط بإجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا.
وبعد نحو 5 أشهر من التوقف جراء جائحة كورونا، بدأت الكويت، السبت، المرحلة الأولى من استئناف الطيران التجاري باستثناء الرحلات القادمة من 31 دولة، بينها مصر، التي يعمل مئات الآلاف من مواطنيها بالكويت في مهن مختلفة.
وقالت الإدارة العامة للطيران المدني الكويتية، عبر حسابها على تويتر، إن القرار يأتي "بناءً على تعليمات السلطات الصحية".
وورد اسم مصر، ضمن قائمة الدول الـ31، رغم أن "الطيران المدني" الكويتية قالت عبر بيان، في 28 يوليو/ تموز المنصرم، إنها ستستأنف الرحلات إلى 20 دولة، تشمل مصر، مع دخول المرحلة الأولى خطة استئناف الرحلات التجارية.
وأدى التضارب بين القرارين إلى ارتباك في حركة الطيران بمصر.
إذ تم إنزال ركاب من رحلات كانت متوجهة من القاهرة إلى الكويت، فيما أصدرت "شركة مصر للطيران"، الناقل الوطني للبلاد، بيانا تعلن فيه إلغاء جميع رحلاتها إلى الكويت حتى إشعار آخر، وطالبت العملاء بالتواصل معها لمراجعة الحجوزات.
** مصر.. "غضب" غير رسمي
ناشطون مصريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعربوا عن غضبهم من قرار حظر دخول القادمين من بلادهم للكويت، وأرجعوا الأمر إلى التوتر بين الدولتين مؤخرا.
واستغرب بعض الناشطين أن يتم حظر الطيران من مصر للكويت، فيما تسمح الأخيرة باستقبال رحلات من الولايات المتحدة، الدولة التي تتصدر العالم في عدد وفيات وإصابات كورونا.
ومؤخرا، تصاعد سجال ومناكفات كلامية بين مغردين من البلدين عبر منصات التواصل، عقب انتشار مقطع مصور لاعتداء كويتي على عامل مصري بالصفع 3 مرات متتالية في سوبر ماركت بالكويت.
الغضب من الخطوة الكويتية انتقل إلى إعلاميين بارزين، بعضهم معروف بقربه من النظام المصري.
"اغضبوا"، بهذه الكلمة استهل الإعلامي المصري البارز محمد علي خير، تعليقه السبت، عبر صفحته على فيسبوك قائلا: "يحق للكويت أن تمنع رعايا 31 دولة من دخول أراضيها من بينها مصر لأسباب صحية، ويحق لنا (كذلك)".
وأضاف: "لا زلت أرى يقينا أن مصر محتاجة لغة خطاب أكثر حسما وأكثر حدة مع بعض دول العالم، ولغة الخطاب الحالية الهادئة الناعمة دي مش هتنفع (لا تجدي) كما أنها لا تعبر عن مصر القوية أو شعبها الغاضب".
على النحو ذاته، قال الإعلامي المصري المقرب من النظام أحمد موسى، عبر صفحته على فيسبوك: "برافو (ممتاز) مصر للطيران إلغاء الرحلات إلى الكويت (..) وإعادة رحلة للخطوط الكويتية وهي في طريقها لمطار سوهاج (جنوب)".
وأضاف: "المعاملة بالمثل يجب أن تكون بين الدول والكرامة أولوية أولى، ونحب ونحترم الجميع طالما احترموا هذا الوطن وشعبه العظيم".
وعبر تغريدة على تويتر، قال الإعلامي والبرلماني المقرب من النظام مصطفى بكري، إن القرار الكويتي "يؤثر على مصالح مئات الآلاف من المصريين، وللأسف القرار لا يستند إلى أسباب حقيقية، وهو حتى لم يعط فرصة لمن يريد العودة أو من هو مرتبط بمصالح في البلاد".
وأضاف: "عدد كبير من مستشفيات العزل في مصر لم يعد فيها أحد من المرضى، ناهيك عن تراجع نسبة المصابين والوفيات بنسبة كبيرة".
وحتى مساء السبت، بلغ إجمالي إصابات كورونا في مصر 94.316، بينها 4.834 وفاة، و41.137 حالة شفاء.
** الكويت.. توضيح وتلاسن
على الجانب الكويتي، أوضح المتحدث باسم الإدارة العامة للطيران سعد العتيبي، للتلفزيون الرسمي، مساء السبت، أن "القرار لا يستهدف جنسية معينة (دون أن يسمي دولة) وإنما هو تقييم صحي لا غير للمناطق التي ينتشر فيها الفيروس".
كما عقب البرلماني عبد الكريم الكندري، عبر حسابه في تويتر، على تصريحات النائب المصري بكري، قائلا: "عمليا وقانونيا لا تحتاج الكويت أن تبرر قراراتها لأحد، لكن الذي يحتاج فعلا لتبرير هو إصراركم على التدخل في شأننا الداخلي".
فيما قالت النائبة صفاء الهاشم، عبر تويتر، التي عادة ما تنتقد عمالة المصريين في بلادها: "بلغني وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، برسالة وزير الصحة بمنع دخول الكويت من دول جديدة من ضمنها مصر"، مدرجة هاشتاغ "#تمام (جيد)".
وأعادت الهاشم، نشر تغريدة لحساب كويتي باسم صالح أحمد عاشور، خاطب حكومة بلاده قبل صدور القرار: "تعرفون جيدا الإصابات بمصر كبيرة ولا تقل عن هذه الدول وأكثر القادمين عمالة هامشية لا نحتاج إليها بالوقت الحالي فعليكم بتصحيح قراراتكم أو تفقدون ثقتنا بكم لأن مصلحة الكويت أكبر منكم".
ويأتي هذا الجدل بعد يوم من إعلان سفارة الكويت في القاهرة رفضها دعوات (لم تحدد من وراءها) لحرق العلم الكويتي، ورفض وزارة الخارجية المصرية ما يتداول بمنصات التواصل من "وقيعة تقف وراءها جهات مغرضة"، مؤكدة قوة العلاقة الأخوية.
هذه الدعوات جاءت عقب انتشار مقطع مصور لاعتداء كويتي على عامل مصري بالصفع 3 مرات متتالية في سوبر ماركت بالكويت.
ولا يزال مغردون حتى السبت، يكتبون تحت هاشتاغ "#مصر_الكويت_اخوة".
يني شفق
تعليقات
إرسال تعليق