القائمة الرئيسية

الصفحات

كورونا أميركا... وقائع الفحوص والإصابات تكذّب ترامب


ترتفع مجدداً أرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، فيما يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر اهتماماً بالسياسة من صحة الناس، مع استمراره في التقليل من خطر الفيروس

تبجح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أحد خطاباته الأخيرة أمام الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا في مسرح، من دون أن يضع أغلبهم أيّ كمامة أو قناع واقٍ، بالقول: "لقد قلت لهم (للمسؤولين في الولايات المتحدة): قللوا عدد الفحوص (التي تكشف عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد). وستكون أرقام المصابين أقل". وردّ الحشد بالتهليل والضحك. لا يكتفي الرئيس الأميركي بلوم الآخرين وتحميلهم المسؤولية بخصوص تجاوبه المتأخر مع مكافحة وباء كورونا، والذي كلف الولايات المتحدة ثمناً باهظاً في الأرواح والإصابات، بل إنّه مستمر في إرسال رسائل متناقضة لقاعدته الانتخابية تذكّر بحالة الإنكار التي كانت لديه مع بداية تفشي الوباء في الولايات المتحدة، إذ قال آنذاك إنّ الفيروس ومعه المرض سيذهبان من تلقاء نفسيهما. بعد ذلك بدأ بموجة من التصريحات العنصرية المعادية للصين ولومها على تفشي الفيروس، ثم لوم منظمة الصحة العالمية مع تجميد الولايات المتحدة دعمها المالي لها، ما يعيق الجهود الدولية لإيجاد لقاح والحدّ من انتشار الفيروس بشكل أوسع حول العالم. وفي الآونة الأخيرة كرر ترامب هذه الرسالة، وإن بصياغات أخرى، مفادها أنّ الوباء تحت السيطرة، مع تشديده على عودة الاقتصاد إلى عافيته.
تكذّب الوقائع على الأرض الرئيس الأميركي في هاتين النقطتين، إذ وصل معدل الإصابات اليومي في الأيام الأخيرة إلى 55 ألف إصابة، وهو ما يفوق عدد الإصابات المسجلة في البرازيل التي كانت بؤرة الوباء في الأسابيع الماضية. ويحاول ترامب من خلال رسائله أن يعطي تبريراً استباقياً للارتفاع في عدد الإصابات الجديدة التي تسجل، في ظلّ توفر الإمكانيات لإجراء الفحوص بشكل أوسع مقارنة بما قبل شهر مضى، ومعها تسجيل عدد أكبر من الإصابات. لكنّ الخبراء، بمن فيهم أنطوني فاوتشي، مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية، يلاحظون أمراً آخر لا علاقة له بالضرورة بإجراء عدد أكبر من الفحوص وارتفاع عدد الإصابات المسجلة بشكل تلقائي. هم يلاحظون ارتفاعاً فعلياً وكبيراً في عدد الإصابات التي تضطر لتلقي العلاج في المستشفيات. ويعدّ ذلك مؤشراً أساسياً لقياس خطورة الوضع. وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة تجري الفحوص بنسبة أعلى من قبل فإنّ هناك شوائب كبيرة تحول دون مكافحة الوباء بشكل أنجع إذا ما قورن ذلك مع دول مثل كوريا الجنوبية التي تجري الفحوص بمعدلات أوسع وقد تمكنت من السيطرة على الوباء بشكل أفضل. ومن بين تلك الشوائب أنّه على الرغم من توفر إمكانات إجراء الفحوص بشكل أوسع الآن، فهي غير متوفرة بشكل كافٍ لتمكّن السلطات المسؤولة من رصد واسع لانتشار الفيروس، كما أنّ نسبة الخطأ في النتيجة في بعضها ما زالت مرتفعة، بالإضافة إلى أنّ نتائج الفحوص ما زالت تستغرق أياماً في بعضها.

(العربي)

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات